من أوجه الإعجاز والبلاغة
في سورة الكوثر أقصر سورة في القرآن الكريم :
بسم الله الرحمن الرحيم {{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2)إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}}
أولا : الاعجاز في مناسبة السورة
حيث تحقق ما جاء في السورة وبقي ذكر النبيّ صلّى الله عليه و سلّم على كلّ لسان و انقطع
ذكر من شنأه ، و الشانئ هو الكاره المبغض .
فقد نزلت السورة عندما قال
أحد الكارهين للنبي صلى الله عليه وسلم لمّا توفي ابنُه : لقد صار محمّد أبتر أي مقطوع
الذكر والنسب . و الذي حصل أن الذي انقطع ذكرُه و نسبُه هو من قال ذلك .
شرح بعض مفردات السورة
الكوثر: المفرط في الكثرة، قيل لأعرابية
رجع ابنها من السفر: بم آب ابنك؟ قالت: آب بـكوثر، ويقال للرجل الكثير العطاء هو كوثر،
قال الكميت الأسدي:
وأنت كثير يا ابن مروان طيّب وكان أبوك ابن العقائل كوثرا
والمراد به هنا النبوة والدين
الحق والهدى وما فيه سعادة الدنيا والآخرة,
والشانئ: المبغض،
وأصل الأبتر: الحيوان المقطوع
الذنب، والمراد به هنا ما لا يبقى له ذكر ولا يدوم له أثر, فشبه بقاء الذكر الحسن واستمرار
الأثر الجميل بذنب الحيوان من حيث إنه يتبعه وهو زينة له. وشبه الحرمان منه ببتر الذنب
وقطعه
ثانيا ، الوصل بالواو بين الصلاة
و النحر . و فصل جملة إنّ شانئك عمّا قبلها لاختلاف الخبر و الإنشاء .
ثالثا : ذُكر للكوثر أكثر من 27
معنى كلها في الخير و الزيادة و النماء .
رابعا : التعظيم في ( إنّا ) من خلال
ضمير الجمع ( نا ) و تخصيص النبي صلى الله عليه و سلم بالخطاب من خلال الكاف في ( أعطيناك
) .
خامسا : التأكيد في بداية السورة
( إنّا أعطيناك الكوثر ) ، والتأكيد في نهايتها ( إنّ شانئك هو الأبتر ) و هذا فيه
غاية الاطمئنان للنبي صلى الله عليه و سلم من جهة ، و غاية المقت لعدوّه من جهة أخرى
.
سادسا : السبب و النتيجة فالعطاء
غير المحدود في قوله تعالى ( إنّأ أعطيناك الكوثر ) يستدعي الشكر و الصلاة و القربان
. في قوله تعالى ( فصلّ لربّك و انحر ) .
سابعا : استخدام الضمير ( هو ) للتأكيد
في قوله تعالى ( إنّ شانئك هو الأبتر ) .
ثامنا : تعريف الأبتر بـ ( ال )
التعريف حتى صار غاية في هذا المعنى فكأنّه هو الأبتر و لا أبتر غيره و هذا تحقق ،
ما يدل على الإعجاز القرآني فلا يَسمع أحد بمن شنأ النبي صلى الله عليه وسلم .
تاسعا : التوازن في الآيات و الانسجام
فيما بينها في الوزن والمعنى و اللفظ .
عاشرا : المدّ في أعطيناك يوحي بالاتساع
و العطاء غير المحدود وكرم الله الواسع . و التسكين عند الوقف على فواصل الآيات يوحي
بالقوّة وأنّ الأمر واقع لا محالة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق