السبت، 22 مارس 2014

السعداء في الاخرة

السعداء في الاخرة
عن  أبي هريرة  رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه"
التحليل اللغوي
*إمام عادل:المرادبالإمام الحاكم أو السلطان ويشمل أيضاالقاضي،وكل له ولاية على غيره،والعادل الذي يحكم بالعدل بين الناس فلايميل مع هوى ولايرتشي المال .
*معلق في المساجد:أي محب لها حباًشديداًفهوينتظرالصلاةبعدالصلاة ويصليهابالجماعةولايؤخرها عن وقتها.
*تحابافي الله:أي لأجله لالغرض دنيوي.
*ذات منصب:أي امراةصاحبة جاه من أصل أوشرف أوسلطان أومال.
*أخاف الله:الخوف من هوالرهبة من عذابه وهودليل الإيمان ،قال تعالى {وخافون إن كنتم من مؤمنين}
شماله ماتنفق يمينه:الشمال واليمين ،اليدان اللتان بجانبي الإنسانوضرب  المثل للتوضيح فلوفرضنا أن الشمال رجل مستقيظ وتصدق الانسان بيمينه لماشعر ذلك الرجل الذى عن يساره.
ذكر الله:من الذِّكر بكسر الذال فهو بالسان أو التذكربالفكر والقلب
خاليا:أي بعيدا عن الناس ليكون أقرب إلى الاخلاص وأبعدعن الرياء
ففاضت عيناه:أي سألت منهما الدموع كأنهافيض لغزارتهاوذلك دليل على الخوف من الله وقوة اليقين.
التحليل النحوي:
(سبعة)مبتدأوخبره (يظلهم),وجاز الابتداءبالنكرةلأنها على معنى الإضافة أي سبعة أشخاص من الناس
قال ابن مالك: وَلاَ يَجُوزُ الابْتِدَا بِالنَّكِرَهْ……
 
وَلاَ يَجُوزُ الابْتِدَا بِالنَّكِرَهْ……
                                      مَا لَمْ تُفِدْ كَعِنْدَ زَيْدٍ نَمِرَهْ
وَهَلْ فَتَىً فِيكُم فَمَا خِلٌّ لَنَا ……
                                              وَرَجُلٌ مِنَ الكِرَامِ عِنْدَنَا
وَرَغْبَةٌ فِي الخَيْرِ خَيْرٌ وَعَمَلْ……
                                            بِرٍّ يَزِينُ وَلْيُقَسْ مَا لَمْ يُقَلْ
الاصل في المبتدأ أن يكون معرفة,وقديكون نكرة,لكن بشرط أن تفيدوتحصل الفائدة بأحد أمور ذكر المصنف منها سته:
1-أن يتقدم الخبر عليها وهوظرف أوجار ومجرور ونحو في الدار رجل ,وعند زيد نمرة
2-أن يتقدم على النكرة استفهام نحو هل فتى فيكم .
3-أن يتقدم عليها نفى نحو ماخلّ لنا.
4أن توصف نحو رجل من الكرام عندنا .
5-أن تكون عاملة النصب نحورغبة في الخير خير ,الجار المجرور في محا نصب على أنه مفعول به للمصدر,وقدتكون عاملة ,الرفع نحو قولك :ضرب ُالزيدان حسن بتنوين ضرب ,وقدتكون عاملة الجر كما في قول النبي (خمس صلواتٍ كتبهن الله في اليوم والليلة)
6-أن تكون مضافة نحو (عمل بريزين)
(إمام عادل )إمام خبر لمبتدأمحذوف تقديره أحدهم إمام وعادل صفة لإمام .
(وشاب نشأ)شاب خبرلمبتدأمحذوف تقديرهوالثاني شاب وجملة نشأفي عبادة الله صفة لهالأن القاعدة (أن الجمل بعدالنكرات صفات وبعد المعارف أحوال )
(قلبه معلق)قلبه مبتدأ ثان وخبره معلق في المساجد،والمبتدأ الثاني وخبره في محل رفع صفة لرجل .
(حتى لايعلم )بالنصب فتكون حتى للغاية والفعل منصوب بأن مضمرة وجوبابعد حتى.
(خاليا)حال من فاعل .أي ذكر الله حال كونه وحيداًفريداًليس معه أحد.
التحليل الصرفي:
اشتمل الحديث الشريف على بعض المشتقات مثل (عامل)اسم فاعل من ثلاثي مجرد ومثل (معلق)اسم مفعول من فعل غير ثلاثي
(تحابا)أصله تحاببا أدغم الاول في الثاني والتفاعل عبارة عن معنى يقتضي المشاركة أي أن كلا منهما أحب صاحبه في الله.
(اجتمعا)الفعل همزته همزة وصل قياسية .
(امراة)همزة وصل سماعية .
(فأخفاها)الفعل همزته همزة قطع.
البلاغة النبوية:
قوله (معلق بالمساجد)فيه كناية لطيفة فقدكنى عن ملازمته

للمسجد.وتردده عليه.ومحافظته على الصلاة بالجماعة بتعلق قلبه بالمساجد وهو (كنايه عن صفة)
قوله (لاتعلم شماله ماتنفق يمينه)فيه استعارة لطيفة تسمى الاستعارةالمكنية فقد شبه اليد اليمنى بإنسان واليد اليسرى بإنسان آخر وحذف المشبه وهو الشخص الاول ورمز إليه بشئ من لوازمه وهوالعلم عن طريق الاستعارة المكنية.
قوله(دعته امرأة) كناية عن المراودة عن النفس من أجل عمل الفاحشة (وهى كناية عن صفة)
قوله (ففاضت عيناه)مجاز مرسل على حذف مضاف أي ففاضت دموع عينيه لأن العين لاتفيض إنما يفيض الدمع فيها وذلك علامة الايمان  فهو مجاز مرسل علاقته المحلية،فعبًّر بالمحل وهوالعين وأراد الحال وهوالدموع
 
 


 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق