الاثنين، 31 مارس 2014

قصيدة رثاء (الخنساء)لأخيها صخر

 
 
قصيدة رثاء (الخنساء)لأخيها صخر
أعينيّ جودا ولا تجمُدا  ألا تبكيانِ لصخرِ النّدى ؟ 
ألا تبكيانِ الجريءَ الجميلَ  ألا تبكيانِ الفَتى السيّدا؟
طَويلَ النِجادِ رَفيعَ العِمادِ  قد سادَ عَشيرَتَهُ أَمرَدا   
إذا القوْمُ مَدّوا بأيديهِمِ  إلى المَجدِ مدّ إلَيهِ يَدا 
فنالَ الذي فوْقَ أيديهِمِ  من المجدِ ثمّ مضَى مُصْعِدا 
تَرى المجدَ يهوي الَى بيتهِ  يَرى افضلَ الكسبِ انْ يحمدَا 
جو النص:
كان للخنساء أخوان :معاوية وصخر وهما من سادات العرب ,امتازصخر بحبه لها والبر بها فلما قتل حزنت عليه حزناًشديداًوأنشدت مراثيها تشيد بمناقبه وفضائله.
التجربة الشعرية :
عاشت الخنساء حياة سعيدة بوفاءأخيها صخر،فخورة بعطفه عليها ،ثم عاشت بعد ذلك مأساة موته ومرارة فراقه ،وتتذكر الأمجاد،ثم عبرت عن أحاسيسها ومشاعرها بهذه الابيات.
العاطفة:
- سيطرت على الشاعرة عاطفتان :
-   العاطفة الأولى : عاطفة الحزن و الألم لفقد أخيها .
-   العاطفة الثانية : عاطفة التمجيد والإعجاب والاعتزاز بأخلاق أخيها صخر .
 
 
الأفكار :
1-قسوة الألم ونزف الدموع.
2-صخر سباق إلى المجدوالحمد.
3-مقارنة بين صخروقومه في المجد.
من اللغة:
جودا:أبكيا كثيراً
لاتجمدا:لاتكفا عن البكاء
الندى :الكرم والجمع (أنداء)
الجرئ:الشجاع .
طويل النجاد:أي طويل القامة والنجادحمائل السيف.
رفيع العماد:العماد،العمودتقوم عليه الخيمة ،العادةأن تكون خيمة شيخ القبيلة أعلى الخيام .
ساد:صارسيدا
عشيرته:قبيلته وجمع العشيرة(عشائر).
أمردا:المراد شاب صغيرلم تنبت لحيته .
مصعداً:ناهضاًوالفعل أصعد.
القوم :الرجال.
يرى:يعتقد.
الحمد:الثناء والذكرالحسن.
الكسب :الربح ،يحمد:يشكرفعله
الشرح:
تحس الخنساء بلوعة الألم،تناجي عينيها ،وتطلب منهماأن تفيض بالدموع الغزيزة .فلقد فقدت أخاً توافرت له كل صفات الجمال ،فهوالفتى صاحب الوجه الجميل ،الذي ساد قومه،وهوكذلك يتصف بالجسم القوي الطويل والكرم والجود ،الشرف في قومه رغم حداثه سنه.
في الأبيات الثلاثة الاخيرة،تقول الخنساءإن صخراًسبق قومه في كل عمل عظيم من إغاثة الملهوف ،ورعايةالجار وحمايةالضعفاء ،والاقدام في الحرب لنصرة المظلوم .
من أجل ذلك أصبح موضع الحمدوالثناء ،وموضع شكروتكريم من كل من عرفه،ومن جميل صفاته أنه يعتبر مدح الناس له أعظم كسب وأغلى كسب ،وأغلى ربح يحصل عليه.
الصورالخالية :
*الاستعارة المكنية : (أعيني جودا ولا تجمد ) فقد شبه العينين بشخصين , وحذف المشبه به وذكر صفة من صفاته وهي النداء الأمر .
*الكناية : (طويل النجاد )كناية عن طول القامة .(رفيع العماد) كناية عن الشرف والسيادة .(سادة عشيرته أمردا )كناية عن الرجولة المبكرة .
وسر جمال الكنايات السابقة أنها تؤكد المعنى مصحوباً بالدليل فطول النجاد دليل على طول الشخص ,وارتفاع عمود الخيمة دليل ع رفعة الشأن صاحبه ,وعظمة الفتى وهو
صغير ,دليل على رجولته المبكرة .
*الاستعارة المكنية :(مد إليه اليد ,ومدوا إلى المجد أيديهم )شبه المجد بالشيء المادي . (المجد  يهوى إلى بيته) شبه المجد بالطائر وأتى بشيء من صفاته وهو(يهوى )ولو عبرت بكلمه (يسعى )أو (يأوى ) لكان أجمل ,لأن الفعل يهوي يوحى بالسقوط والهبوط .
*الكناية  (مدوا إلى المجد أيديهم )كناية عن رغبتهم وسعيهم لنيل المجد (يرى أفضل الكسب أن يحمدوا )كناية عن عظمة أخلاق صخر وحب الناس له .
التعبير والاساليب :
-جاءت الكلمات معبرة عن العاطفة الحزن والاعجاب معاً.
-كلمات توحي باستمرار البكاء والحزن (جودا،تجمدا،تبكيان).
-كلمات توحي بالاعجاب والمدح:(الندى،الجرئ،الجميل ،السيد،طويل،رفيع ،ساد)
(المجد،الكسب ،يحمدا)توحي الألفاظ بالفضائل والصفات التي تميزبها صخر.
(مد يداً،فوق ،مضى،مصعدا)ألفاظ توحي بسبق صخر وقدانفراد بالعظمة .
الفعل(يحمد)جاء مبنياًللمجهول ليدل على أن المادحين كثيرون
قدم الجار والمجرور إليه على المفعول به(يداً)ليؤكدأن يده لم تمتدإلى شئ غيرالمجد.
البيتين الأول و الثاني كانت الأساليب إنشائية ؛ لإظهار عاطفة الحزن و الأسى على فقد الأخ الحبيب ، وفي بقية الأبيات كانت الأساليب خبرية ؛ لتأكيد وتقرير الإعجاب بأخلاق صخر .
أساليب إنشائية:
(أعيني )غرض النداء إظهار الحسرة(جودا،لاتجمدا)الغرض منهما استمرار البكاء.
(لاتبكيان)الغرض من الاستفهام الحث والتحريض على كالبكاء.
أساليب خبرية:
البيت الثالث غرضه المدح والتعظيم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق