الثلاثاء، 21 يناير 2014

لغة الضاد

د: عثمان قدري مكانسي
لغة الضاد
قل لي بربك : هل صادفتَ بستانـا *** يحوي من الأُكُل الفيّـاض ألوانـا فيه الفواكه مما طـاب مغـرِسُهـا *** أو الثمـارُ تـدلّى فيـه أفنـانـا أو الينـابيـعُ ، جـلّ الله باجسُهـا *** كدفقـة الروح تُزجي الخير ريّانا يهوى النسيـم ظلالَ الأنس مائسةً *** فيه، يراقص غصنَ الحَور هيمانا أو العصافيـرُ سكرى تنثني طربـاً *** بعطـر أنسامهـا ينساح نشوانـا تبـارك الله ، هـذا الفضل ألهمني *** آيـاتِ درٍّ، بهـا قـد جدت فنانا أسبّـح الله ، يحـدوني لحضرتـه *** قلبٌ تفجّـر حبّـا، فاض تحنانـا قد شاره من لسـان الضّـاد مقخرةً *** لمّـا تشـرّف بالتنزيـل قرآنـا لسانُنـا قد سرى سحـراً ، يؤلقـه *** معنى بديـعُ، ولفظ دقّ عِرفانـا أما المعـاني فبحـرٌ زاخـرٌ عببٌ *** واللفظ فيه استوى قيعاً وشطآنـا نسعى إليه نِهـالاً من مراشفـه *** ونصطفي من جميل الدر حصبانا إن رمتَ معنىً جليلاً نلتَ أوفـره *** أو شِمتَ لحناً لطيفاً حزتَ ألحانـا إن كانت الحَلْيُ قد صيغَتْ بعسجدها *** فهيّجتْ بوميـض المـال دنيانـا فإن أنوار آي الضـاد من شـرفٍ *** قد تيّمَتْ قبل أهـل العين عميانـا فهْي العرائس لا تبـلى على قِـدَمٍ *** في كل آن ترى من حسنها شانـا تهديـك كلَّ جديد من ولائـدهـا *** كفلقة البـدر ، بل فاقتْـه إحسانـا وصوغُها لصحيح الفكـر يكسبـه *** فوق الوضوح بيانـاً جـلّ تبيانـا والشعر أغرودة اللهفـان يرسلهـا *** نفثـاً يحرك في الأعماق أشجانـا يلقيـه نبضاً يهيـم السامعـون به *** ويلهـب القـوم إحساساً ووجدانـا يثيـر فيهـم غراس الخيـر يانعة *** ويدفـع القـوم للميـدان شجعانـا والنثر نسجٌ حوى من سندسٍ ألَقـاً *** فيه السنـاء، ومن إسـتبرق زانـا يعلو به مَن سمت في قلبـه فِكَـرُ *** جُلّى تساوق في الأثمـان عِقيانـا لله درُّ لسـان الضـاد منـزلـة *** فيهـا الهـدى والندى والعلم ماكانا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق