السبت، 25 يناير 2014

أم س معناها

أم س: ويقولون: رأيته أمسا, تشبيها بقولهم: رأيته البارحة, فيوهمون لأن لفظة أمس التي تعني اليوم الذي قبل يومك مباشرة لا تبنى على الفتح بحال إن كانت بهذا المعنى. وللعرب فيها ثلاث لغات: أولاها: البناء على الكسر مطلقا, وهو لغة أهل الحجاز, فيقولون: مضى أمس بما فيه وزرته أمس, وعجبت من أمس: أي بالرفع والنصب والجر على التوالي. ومنه قول الشاعر: (منع البقاء تقلب الشمس ... وطلوعها من حيث لا تمسي) (اليوم أعلم ما يجيء به ... ومضى بفعل قضائه أمس) والثانية: إعرابه إعراب ما لا ينصرف في حالة الرفع فقط, وبناؤه على الكسر في حالتي النصب والجر وهي لغة جمهور بني تميم, فيقولون: ذهب أمس (بغير تنوين) , وقابلته أمس, وعجبت من أمس, فيكسرونه فيهما. والثالثة: إعرابه إعراب ما لا ينصرف مطلقا, ومنه قول الشاعر: (لقد رأيت عجبا مذ أمسا ... عجائزا مثل السعالي خمسا) (يأكلن ما في رحلهن همسا ... لا ترك الله لهن ضرسا) أما إذا أريد بأمس يوم من الأيام الماضية, أو إذا دخلته أل التعريف, أو إذا جمع, أو إذا أضيف أعرب بإجماع, ومنه قوله تعالى: {فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس} . فالكسرة في أمس كسرة إعراب لدخول أل التعريف عليها مع وجود حرف الجر. ونظيره قول الشاعر: (مرت بنا أول من أموس ... تميس فينا ميسة العروس) وأموس: جمع أمس, وهي مجرورة بالكسرة لهذا السبب. وقول نصيب بن رباح: (فإني وقفت اليوم والأمس قبله ... ببابك, حتى كادت الشمس تغرب) والشاهد في لفظة أمس, أنه ظرف معرب لدخول أل التعريف عليه. من كتاب (درةالغواص وفي أوهام الخواص
)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق